تخطي التنقل

إنطلاق فعاليات الملتقى السنوي للمدربين المحترفين بكتارا

إنطلاق فعاليات الملتقى السنوي للمدربين المحترفين بكتارا

وزير التنمية الإدارية: الاهتمام بالفرد وتنمية قدراته ضرورة حتمية لمواجهة التطورات والتحديات في كافة مجالات العمل.

 

السليطي: رعاية كتارا الملتقى القطري للمدربين تنبع من رؤيتها الساعية إلى احتضان كل المبادرات البناءة.

 

الدوحة كتارا

 

إنطلقت صباح أمس الأحد بكتارا، فعاليات الملتقى السنوي للمدربين المحترفين الذي ينظم تحت رعاية المؤسسة العامة للحي الثقافي ـ كتارا، ويأتي تدشين هذا الملتقى للتباحث ـ على مدار يومين ـ في آخر المستجدات في مجال التدريب ونقل أفضل المهارات التدريبية والنهوض بالمدرب المحترف.

 

وقال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة الحي الثقافي كتارا، خلال كلمته الافتتاحية إن رعاية كتارا الملتقى القطري للمدربين تنبع من رؤيتها الساعية إلى إحتضان كل المبادرات البناءة في مناحي الثقافة والفكر وتشجيع ودعم المبدعين القطريين في شتى المجالات باعتبار كتارا منصة معرفية ومركزا للإبداع.

وأكد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي إن كتارا تأمل في أن يساهم الملتقى في تطوير مجال التدريب المحترف في قطر وتحفيز المدربين للمضي قدما في هذا المجال خاصة وأن القائمين عليه يطمحون في أن يكون الملتقى المظلة الأولى في قطر لتأصيل مهنة التدريب وتقديم الخدمات المتكاملة والتقنيات الحديثة في مجال التدريب بشتى أنواعه. وتابع قائلاً:  نفتتح اليوم فعاليات الملتقى السنوي للمدربين المحترفين في دورته الأولى للتباحث في آخر المستجدات في مجال التدريب المحترف ونقل أفضل المهارات التدريبية والنهوض بالمدرب المحترف.

وتوجه المدير العام للمؤسسة العامة الحي الثقافي كتارا بالشكر للقائمين على هذا الملتقى ومثمنا جهود فريق العمل وجميع المدربين الذين أسهموا في تأسيس الملتقى متمنيا لهم التوفيق في مساعيهم معبرا عن استعداد كتارا لتقديم الدعم لإنجاح هذه المبادرة الأولى من نوعها في قطر خاصة وأن كتارا حريصة دائما على أن تكون ملتقى للثقافات وحاضنة للمبادرات الإبداعية.

 

 

وأشاد سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي، وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في كلمة له بالمناسبة  ـ باعتباره ضيف شرف الملتقى  والمتحدث الرسمي في الملتقى ـ، بالجهود المبذولة من المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا والمنسقين من المدربين القطريين لتنظيم وإنجاح الملتقى الأول للمدربين القطريين كمبادرة قطرية هامة للوفاء بأحد متطلبات مسيرة التنمية الإدارية.

وأعرب سعادة وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، عن تطلعه في أن يسهم الملتقى في رفع مستوى نشاط التدريب في دولة قطر من الناحية المهنية خصوصا فيما يتعلق بالبرامج التدريبية الإدارية والتخصصية، مشددا في الآن ذاته على أن الاهتمام بالفرد وتنمية قدراته واعتباره الأساس في تحقيق تقدم أو تنمية المجتمعات ضرورة حتمية لمواجهة التطورات والتحديات في كافة مجالات العمل.

وقال وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية: تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في ظل ما تشهده الدولة من نهضة شاملة في شتى المجالات والتحول إلى اقتصاد المعرفة فإن تعزيز قدرات العنصر البشري القطري وإكسابه الخبرات وصقل قدراته المهنية والعملية تأتي في مقدمة أولويات الدولة وفق رؤية قطر الوطنية 2030.

وأكد سعادته على الدعم المستمر لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية للمبادرات الوطنية المتعلقة بالتعليم والتدريب وتعزيز العنصر القطري في كافة مجالات ومناحي الحياة، منوها إلى أن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية تثمن عاليا الجهود المتميزة للمدربين القطريين التي ساهمت في تقديم برامج تدريبية لموظفي الجهات الحكومية بمستويات عالية الجودة لتمكينهم من ممارسة أعمالهم وقيامهم بأعباء العمل بكفاءة وفعالية، مشيرا إلى إطلاق معهد الإدارة العامة كتجربة رائدة في هذا المجال منذ عام 2013 بهدف تشجيع الموظفين القطريين العاملين في الجهات الحكومية لتقديم برامج تدريبية  وتخصصية في جهات عملهم مؤكدا على أن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية تقوم بطرح مجموعة من البرامج التدريبية التي تساهم في إعداد وتأهيل الموظفين القطريين للانخراط في عملية التدريب بهدف تعزيز القدرات ونقل التجارب والخبرات مما يساهم في ترسيخ القدرة على الإبداع والتميز والنهوض بالمستوى المهني للموظف مما ينعكس إيجابا على بيئة العمل.

وأبرز أن هناك تقدما محرزا من قبل الوزارة في هذا المجال حيث ارتفع عدد المدربين المشاركين من القطريين من 5 مدربين قدموا 8 برامج تدريبية عام 2013 إلى 38 مدربا قطريا قدموا 157 برنامجا حتى نهاية أكتوبر من العام 2017.

وفي كلمة له نيابة عن أعضاء المجلس الاستشاري للملتقى قال إبراهيم بن هاشم السادة، إن هذا الملتقى ينعقد مع ظروف غير عادية تمر بها منطقة الخليج ودولة قطر. خاصة تلك الظروف التي وإن بدت تحديا لطاقات  مجتمعنا وكوادر ه. إلا أنها حوت في طياتها أفقا واعدا  لغد أفضل يُبنى بسواعد أبناء هذا الوطن الغالي.

وذكر إبراهيم السادة في هذا السياق بقولة من الخطاب  الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح الدورة ال  46 لمجلس الشورى. وأضاف:  “وقد استفدنا من هذه التجربة إذ أخرجت أفضل ما في هذا الشعب من الكفاءات وروح  التحدي وأسهمت في بلورة هويته الوطنية وعززت  تلاحم  الشعب والقيادة”.

وأبرز السادة أنه من ثمرات هذا الحراك الذي حفزته  الظروف غير العادية، جاءت فكرة إنشاء ملتقى للمدربين  أقرب ما يكون في هيئته إلى منظمات العمل المدني، حيث يفتح أبوابه لعضوية الكوادر التدريبية في قطر سواء من المواطنين أو المقيمين ليكونوا تحت مظلته، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى الارتقاء بمهنة التدريب عن طريق التعاون وعمل شراكات مع الجهات المعنية بشؤون التدريب والتشجيع على تبني معايير تضمن مستوى عاليا  من الجودة وصقل المواهب الوطنية وتبادل المعرفة.

وتوجه السادة  بالشكر  إلى المؤسسة العامة للحي الثقافي  كتارا  لما قدمته من دعم ومساندة  منذ بداية الفكرة إلى أن أصبحت واقعا يأتي ثماره  مستقبلا.

وشهدت الجلسة الأولى لأعمال الملتقى  السنوي للمدربين المحترفين عرض تجارب حكومية مهمة في مجال إعداد المدربين، إضافة إلى مناقشة أهم القضايا  والأطروحات التي يمكن أن يسهم بها الملتقى في تطوير مهارات المدربين، حيث استعرض السيد عبدالله طايس الجميلي عضو المجلس الاستشاري لملتقى المدربين المحترفين، نتائج ما قام به الملتقى من استطلاع لعدد المدربين  المحترفين في قطر شارك فيه 125 مدربا، وأهمها  أن المدربين القطريين  يشكلون 91% من مجموع المدربين في قطر، مع تفاوت في الخبرات بينهم، وأن نسبة 22% فقط هم يسهمون بالكتابة في مجالات التدريب، مع وجود رغبة جامحة لدى المدربين للعمل على نقل مهاراتهم وبشكل تطوعي حيث اقترحوا فعليا 159 برنامجا قابلا للتطبيق في تطوير الثروة البشرية .

وأشار الجميلي إلى أن الملتقى يعمل حاليا على وضع برامج للمدربين تسهم في التطوير والتقييم للعملية التدريبية ومنها: تبادل الخبرات واستثمار الإنجازات، كما يسهم الملتقى في دعم وتمكين المدربين من خلال المبادرات والتسويف والأنشطة، ودعم حصولهم على شهادات تخصصية، واكتشاف فرص التحسين التي تساعد على الوصول إلى المواصفات العالمية في مجال التدريب، مع تحفيز وتجويد التدريب الإلكتروني.

من جانبه  استعرض السيد عبدالعزيز المجلي مدير إدارة التدريب في معهد الإدارة العامة التابع لوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، تجربة المعهد في الاستعانة وإعداد مدربين قطريين موضحا أن إدارة المعهد طورت الحقائب التدريبية، ووفرت برامج تدريبية خاصة لاعداد مدربين قطريين مؤهلين، وذلك بهدف دعم وتشجيع وتعزيز الموظف القطري.

وأوضح أن هناك الكثير من النتائج التي ترتبت على تطبيق تجربة المدربين القطريين وهي زيادة كفاءة المدربين أنفسهم، رغبة المشاركين في تكرار التجربة مع المدرب القطري، والمساهمة في نقل الخبرات الميدانية للمتدربين، زيادة تعاون الجهات الحكومية وتسهيل إجراءات خروج المدربين،  وتوفير الوقت والجهد حيث أن إجراءات الاستعانة بالقطري بسيطة وسهلة  كما أنها أصبحت ضرورة للاعتماد على النفس في ظل  الحصار الجائر على الدولة.

أما الدكتور عيسى الحر، رئيس قسم الأنشطة والفعاليات بإدارة الشؤون الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة فقد استعرض تجربة الوزارة في إعداد مدربين قطريين في مجال العمال الشبابي من خلال البرنامج التدريبي الذي أطلقته الوزارة في 2015 رواد العمل الشبابي حيث تم اختيار 40 شابا لتدريبيهم كمدربين وتم إعدادهم أكاديميا، لينتقلوا في العام التالي إلى التدريب الميداني، وفي نفس الوقت استكمال مهارات التدريب، لافتا إلى أن الوزارة قد وقعت معهم عقودا ليقوموا بالتدريب في المراكز الشبابية كما تعمل على مساعدتهم في مجالات التسويق والتقييم.

وأشار إلى أن الوزارة أعدت برنامجا آخر في العام التالي أيضا هو برنامج رواد العمل الشبابي 2 أن هؤلاء تم إعدادهم ليتولوا قيادة المراكز الشبابية وقد نجحوا في ذلك أيضا، لافتا إلى أن العام المقبل سوف يتم وضع شروط للاعتماد بناء على عدد ساعات التدريب التي يقوم بها المدرب وفي نفس الوقت ضرورة أن يجهز المدرب مساعدا له ليكون رافدا فيما بعد لعملية التدريب وذلك في خطة أعدتها الوزارة بعنوان مشروع تمكين رواد العمل الشبابي من 2018 وحتى 2022.

ويواصل الملتقى فعاليته اليوم  بعقد  الجلسة الثالثة حول «التدريب المحترف: مبادرات الملتقى»، حيث تناقش معايير وأخلاقيات المهنة، والمؤشر العام للتدريب، وجائزة المدرب المميز، كما تعرف  عرض نتائج أعمال اللجنة الفنية وإصدار توصيات الملتقى الأول للمدربين المحترفين

وخلال الجلسة الثانية من الملتقى، التي أدارتها هيا الشمري ، استهل الحديث فيها مسعد سعيد الحجاجي مستشار التنمية البشرية والاعلام وذلك بمداخلة عرج فيها على التحديات التي تواجه التدريب مشددا على ضرورة الأخذ بالتدريب المحترف للتدريب الناجح، مستعرضا في الآن ذاته مفهوم الاعتماد وأنواعه والفرق بين الاعتماد الاكاديمي والاخر التدريبي.

ودعا الحجاجي الى ضرورة وضع مقاييس للاعتماد تتفق مع القوانين والتراخيص والقوانين المعمول بها في الدولة وضرورة ان تستوفي المؤسسات هذه الشروط محددا أهمية الاعتماد في إعطاء الثقة لدى الاخرين وارتفاع مستوى التنافسية بين المراكز التدريبية وامكانية الاعتراف بالشهادات خارجيا وزيادة الاقبال على هذه المراكز ورفع المنافسة بين المدربين لتقديم البرامج المتوافقة مع شرط الاعتماد.

من جانبها عرضت د. هيا  محمد علي المعضادي استشاري تنمية بشرية للتحديات التي تواجه المراكز التدريبية في قطر  ووقفت عند الوضع الحالي لهذه المراكز و لفتت الى أن قطاع التدريب بدولة قطر يواجه الكثير من المعوقات والاشكاليات التي قد يراها البعض ممن لديه العزيمة على المضي قدما في المشاركة بتغيير المجتمعات والمساهمة في التنمية البشرية تحديدا لتقديم الأفضل ويراها البعض الاخر   تكمن في معوقات تضعها بعض المؤسسات الحكومية أمامهم لعدم التنسيق بين هذه المؤسسات لايجاد آلية عمل تساهم في تسهيل الاجراءات وتسيير عمل رجال الاعمال والمؤسسين لهذا القطاع .

وشددت على ضرورة  ان تكون جهة التراخيص من وزارة الاقتصاد والتجارة وجهة المتابعة والاعتماد ووزارة التنمية الادارية كونها الجهة الوحيدة المختصة بالتدريب الاداري .

ودعت إلى ربط رؤية المراكز التدريبية برؤية قطر 2030  للعمل ضمن خطة عمل وطنية وإبرام شراكات بين المراكز لتحقيق التكامل في الخدمات وتقديم برامج لخدمة المجتمع وعقد اتفاقيات مع المؤسسات الحكومية او الخاصة لضمان الاستمرارية وانشاء مجمع أو مبنى خدمي مجهز كدعم من الدولة ودعم الدولة الملتقى وايجاد آلية لتسويق المدرب القطري.

أما خالد صالح اليافعي، مدرب محترف بعدة مراكز  فعرض لاهمية التدريب في التنمية الاجتماعية  وشدد على أهمية التركيز على الجانب الاجتماعي لما يفرزه من تحديات نتيجة لمتغيرات العصر بعدما أصبحت هذه المتغيرات خطيرة على حد وصفه .

وشدد على ضرورة الحاجة إلى زرع القيم الأخلاقية وتعزيز مكانة الأسرة و تعزيز المفاهيم والقيم الجديدة لتتواكب مع المتغيرات الحديثة.

وتعرض حسين حبيب السيد مدرب وباحث في التدريب إلى الأدوات المهنية المؤدية الى الإحترافية  محددا لمعايير الإحترافية ومنها تحديد رسالة المدربين وطبيعة المستهدفين وطبيعة صناعة التدريب وتحديد المكانة التي يرغب المدرب في الوصول اليها والارث الذي ينبغي ان يتركه في عالم التدريب وتحديد الرسالة القوية والمحددة وتحديد الجمهور  المستهدف وتذكر الغاية العظيمة التي يسعى إليها المدرب، مشددا على ضرورة تمتع المدرب بالهوية والتخصص في مجال التدريب وإدراك أنه رسالة.

 

ويهدف الملتقى القطري للمدربين إلى تنظيم وتطوير مهنة التدريب، وفق معايير مهنية عالمية، وإعداد ميثاق أخلاقيات مهنة التدريب، ورفع كفاءة وصقل مهارات وتطوير قدرات المدربين، كما يسعى إلى فتح المجال للتعارف مع الجهات المختلفة في الدولة، وتبادل الآراء والأفكار العلمية في مجال التدريب، حيث يعمل على ضمان مستوى رفيع من حيث الجودة والأداء في تقديم حلول تدريبية متكاملة وحديثة، من خلال نشر الإبداعات ومساعدة المشاركين، وتطبيق المعايير الدولية في مهنة التدريب، تماشياً مع المبادئ والقيم والأخلاق العربية والإسلامية الأصيلة.