أجرى فريق عمل مبادرة «اضبطي أعصابك» أول لقاء مع عدد من الأمهات اللواتي شاركن في «تحدي ضبط النفس» للتعامل مع أطفالهن، لشرح أهداف المبادرة والنتائج المرجوة منها، ولفت فريق العمل خلال اللقاء الذي عقد مؤخراً في الدوحة، إلى أن التحدي هدفه تدريب الأمهات على التحكم في أعصابهن أثناء تعاملهن مع أطفالهن، مهما كانت تصرفاتهم أو أخطاؤهم، وذلك عن طريق استحداث طرق جديدة ومتطورة للعقاب دون اللجوء للعصبية أو التوتر والصوت العالي.
ويستمر تحدي الأم في ضبط النفس مع أطفالها لمدة 21 يوماً متتالية قامت فيها كل الأمهات المشاركات بمنح أنفسهن درجات تبدأ من صفر وحتى 10 يومياً، كل على حدة، وحساب النسبة المئوية في ختام التحدي، وقد تم تنفيذ المبادرة في العديد من الدول ووجدت تفاعلاً كبيراً ورائعاً من قبل الأمهات، وذلك بالتزامن مع اللقاء الأول لفريق المبادرة الذي عقد في الدوحة.
وقام فريق العمل في المبادرة بتعيين سفيرات للمبادرة في هذه الدول للحديث عن المبادرة والتعارف وتبادل الخبرات بصحبة مختصات في المجال التربوي والنفسي، وتقديم الدعم ومزيد من التشجيع والتحفيز لجعلها أسلوب حياة خالية من العصبية والتوتر في علاقة الأم مع أطفالها.
و»اضبطي أعصابك» كانت مجرد فكرة طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي للأمهات اللاتي يواجهن ضغوطات الحياة اليومية، ولاقت هذه الفكرة تفاعلاً كبيراً من عد كبير من السيدات والأمهات اللاتي يجدن صعوبات في خلال تعاملاتهن اليومية مع أطفالهن، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة والتي تعتبر بمثابة فرصة جديدة لمساعدة الأمهات في السيطرة على أعصابهن، وتعلم كل ما يخص علاقتهن بأطفالهن، واستحداث وسائل جديدة في التعامل مع الأطفال.
آلاء أحمد: المبادرة بدأت بسبب كلمة
«أنتِ شريرة»
قالت الأستاذة آلاء أحمد عبد الرحمن إعلامية ومؤسسة المبادرة، إن الفكرة طرأت على بالها بعد موقف حدث بينها وبين طفلها، موضحة أنها كانت شديدة العصبية مع أطفالها، حتى جاء اليوم الذي قال لها ابنها بشكل مباشر «أنتِ شريرة»، وأضافت أنها صدمت كثيراً من هذا التعبير القوي من طفل صغير، ما دفعها لمناقشة الأمر عبر صفحة نسائية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أنها اكتشفت أنها لم تكن الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة.
وقالت: «بعد طرح الفكرة وجدت تفاعلاً كبيراً من عدد كبير من الأمهات من مختلف الدول، وكان هذا دافعاً كبيراً لي للبدء بالمبادرة»، وأكدت أن اختيار يوم واحد ليتم فيه الاجتماع الأول لفريق المبادرة كان بالتزامن مع بقية أعضاء المبادرة في الدول الأخرى.
وتابعت: «سنعقد خلال الاجتماع حلقة نقاشية مع الأمهات اللواتي شاركن بالتحدي ومجموعة من الأمهات اللواتي لم يشاركن بالتحدي، وذلك بالتعاون مع أخصائية نفسية تربوية، وسنناقش ما حدث خلال 21 يوماً الماضية، ونتبادل الخبرات لنتعرف على مواطن الضعف والقوة لدينا، والحصول على مجموعة من النصائح النفسية الإرشادية فيما يخص التعبير عن الغضب بوسائل صحية، والتحكم في النفس واستحداث وسائل جديدة للعقاب للخوض في التحديات المقبلة»، وأضافت أنه لازال هناك العديد من الأفكار والتحديات التي ستقوم بها المبادرة خلال الفترة المقبلة، والتي تصب أساساً في مصلحة جميع الأمهات.
إيمان عماد: أفكار وتحديات تخص النساء
أفادت الأستاذة إيمان عماد سعد الدين أستاذة لغة إنجليزية، وإحدى مؤسسات مبادرة «اضبطي أعصابك»، أنها بحكم خبرتها وقراءتها المتعددة في مجال تربية الأطفال اتفقت مع صديقتها ألاء، مؤسسة المبادرة، في الفكرة وتعاونت معها لإنشاء المبادرة، وأضافت أنهن تواصلن مع السيدات والأمهات من خلال فيديو حي على إحدى الصفحات النسائية على الفيس بوك. وتابعت: «لم أشارك في التحدي لأني تخطيت هذه المرحلة واستطعت أن أكون متحكمة في أعصابي بشكل كبير مع أطفالي، ولكني شاركت في التحدي لنقل خبرتي وتوجيه كل المشاركات من خلال قراءتي واهتمامي في هذا المجال»، وقالت إن الموضوع يحتاج مناقشة متخصصين في مجال التربية، حيث تحتاج كل فئة عمرية من الأطفال لتعامل مختلف، وأكدت أن أهداف المبادرة كثيرة ومتعددة أهمها مساعدة الأمهات في القيام بواجباتهن على أكمل وجه، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي. ولفتت إلى أن التركيز الأساسي في أعمال المبادرة هذه الفترة سيكون فيما يخص الأمهات والتعامل مع الأطفال باختلاف مشاكلهم، مشيرة إلى أنهن سيقمن لاحقاً بطرح العديد من الأفكار والتحديات التي تخص السيدات بشكل عام، كما تتمنى أن يكون هناك إقبال من جميع السيدات والأمهات من كل الجنسيات لتبادل الخبرات وتعميم الفائدة.
هيفاء إبراهيم: التدريب على ضبط النفس
قالت الأستاذة هيفاء محمد إبراهيم أخصائية تربوية ونفسية، إنه من المفترض خلال 21 يوماً الماضية أن تكون الأمهات المشاركات في تحدي ضبط النفس استطعن التحكم في أعصابهن، وأصبحت لديهن خبرة في التعامل مع الممارسات الخاطئة لأطفالهن، وتفادي العصبية والسب والضرب، وأضافت أن وجودها في الاجتماع الأول للمبادرة جاء لمناقشة كل ما حدث مع الأمهات المشاركات والتعرف على طبيعة المشاكل التي يواجهنها مع أطفالهن بشكل عام، وأشارت إلى أن لديها مجموعة من النصائح والإرشادات التربوية والنفسية ستستفيد منها جميع الأمهات، سواء اللاتي شاركن في التحدي أو الباقيات.
وأفادت أنها ستناقش كيف يمكن أن يساعد الزوج زوجته في تخطي مشكلة الشدة والعصبية مع الأطفال، وكذلك المرأة العاملة التي تعاني من ضغوطات العمل وضغوطات الحياة الأسرية في آن واحد.
وتم خلال اللقاء مناقشة تجربة كل من الأمهات المشاركات وعرض المشاكل التي واجهنها خلال فترة التحدي، وما تم استفادته من الخوض في التحدي والتحكم في العصبية والتوتر مع الأطفال، كما قدمت مجموعة من المشاريع النسائية في قطر دعماً كبيراً للمبادرة عن طريق حضور الاجتماع الأول للمبادرة، وتقديم خصومات على خدماتهم ومنتجاتهم لكل المشاركات في التحدي، وبالإضافة إلى مجموعة من الهدايا للاتي نجحن في التحدي وحققن أعلى نسبة.