نظم الملتقى القطرى للمدربين ورشة عمل يوم السبت الموافق السادس من يونيو الجارى بالقاعة 18 بمقر المؤسسة العامة للحى الثقافي – كتارا قدمها الأستاذ حسين أمان العلى المدرب المعتمد في مجال التنمية البشرية، بعنوان (حياة بلا مشاكل) حضرها عدد من أعضاء الملتقى من المدربين والمدربات، ضمن الدورات التطوعية التي يتناوب على تقديمها أعضاء الملتقى بهدف تبادل الخبرات فيما بينهم، وحسب خطة الملتقى فان الدورات التطوعية الأسبوعية من المقرر ان تمتد حتى نهاية العام الجارى ديسمبر 2019.
وناقشت ورشة حياة بلا مشاكل عدة محاور، من بينها آليات التعامل مع المشكلة ، والفروق بين المشكلة والمصيبة والأزمة والكارثة وكيفية إدارة كل منها، كما تم الحديث عن الفرق بين المشكلة والتحدى، حيث ان المشكلة تعرف بأنها الانحراف عن المسار الموصل للهدف بينما التحدى هو مجرد عقبة.
وقدم المحاضر، نموذج المجتمع الياباني، للتعرف على المشكلات التي واجهته خلال العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، وذلك من خلال تلمس قواعد الحياة التي يتبعها هذا المجتمع لينعم بحياة خالية من المشاكل، كما تم التطرق الى قواعد الحياة بلا مشاكل في أوروبا وأميركا .
ومهد المحاضر قبل الدخول في موضوع الورشة بالحديث عن الضرورات الخمس الواجب الحفاظ عليها في شريعتنا الإسلامية، وهى: الدين، المال، العقل، العرض والنفس.
واكد المحاضر ان وجود حياة بلا مشاكل هو مجرد وهم سواء بالنسبة للافراد او الدول وشرح الطريقة المثلى للتغلب على المشاكل بنظام التحليل وحل المشكلات وبنظام تحويل المشكلة الى نعمة وغنيمة وأخيرا بتطبيق الوظائف الإدارية الأربعة لحل المشكلات وهى: التخطيط، التنظيم، التوجيه والرقابة.
وأشار المحاضر الى ان المشكلة اذا لم تحل قد تتحول الى مصيبة ، والمصيبة اذا لم تحل قد تتحول الى ازمة ، وكذلك الازمة اذا تركت دون حل فستتحول الى كارثة مؤكدا على ضرورة اتباع المنهج العلمى في تحليل المشكلات واتخاذ القرارات بشأن الحلول ، وذلك عبر خطوات منطقية تبدأ بادراك المشكلة ومن ثم تعريفها وتحديدها ، وبعد ذلك اخضاع المشكلة للتحليل لمعرفة أسبابها وذلك باتباع الأساليب المعروفة ، مثل طريقة ( ماذا بعد ؟ ) او طريقة ( سوات ) او عن طريق المصفوفة ، وهى طرق علمية مجربة ، وبعد ذلك تأتى مرحلة جمع المعلومات ، وتطوير وتحديد بدائل للحلول ومن ثم اختيار البديل الأنسب وهى مرحلة اتخاذ القرار ويليها تطبيق البديل الأنسب وهى مرحلة تنفيذ القرار وأخيرا تقييم النتائج .
وعدد المحاضر مزايا اليابان في مواجهة المشكلات وذلك من خلال سرد ، الرؤيا التي انطلقت بها اليابان منذ العام 1920 ، وهى السيطرة والتوسع ، والذى أدى الى تفوق اليابان على نفسها في الفترة من 1945 الى 1960 لأنها استفادت من نظرية ( ديمنج ) في الجودة كما تطرق المحاضر الى نظرية ( كايزن ) والتي تعنى باليابانية التطوير المستمر ، وهى نظرية خاصة بالتعلم والعمل والتخلق بالاخلاق الفاضلة .
وأشار المحاضر الى عيوب او نواقص المجتمع الياباني وهى زيادة نسبة الانتحار حتى أصبحت اليابان الدولة الثانية في العالم من حيث عدد الافراد الذين يقبلون على الانتحار سنويا ، الى جانب فوبيا عدم الانجاب المرتبط بقنبلة هوريشيما ونجازاكى ، كما ان اليابان تواجه تحدى تناقص عدد السكان من 120 مليون حاليا الى 80 مليون نسمة بحلول عام 2050 .
وتطرق المحاضر في ختام الورشة الى عقلية القطيع وعلمانية التعليم ، مؤكدا على ضرورة ان تتحول مجتمعاتنا العربية والإسلامية اذا ارادت النهوض من عقلية القطيع الى عقلية الاقتداء .
تجدر الإشارة الى ان الملتقى القطرى للمدربين اطلقته مؤسسة الحى الثقافي كتارا فى 2017 ويهدف الى تنظيم وتطوير مهنة التدريب وفق معايير مهنية عالمية ، ورفع كفاءة وصقل مهارات وتطوير قدرات المدربين ، وتبادل الآراء والأفكار العلمية في مجال التدريب.