وأضافت: لا يمكن الفصل بينهما خاصة في الجهود التي تبذل من أجل توعية النشء بالثقافة الصحية وجعلهم يتبنون أنماط حياة صحية من خلال تعزيز الصحة، كما أن التعاون في مجال صحة المراهقين يأتي في إطار تطبيق الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية 2018 – 2022.
وتابعت: إن الاتفاقية تهدف لتقديم الخدمات الصحية للمراهقين من خلال موظفين مدربين للوقاية ومعالجة المشاكل الصحية، مثل الحوادث والأمراض غير المعدية والسلوك المحفوف بالمخاطر والسمنة والصحة العقلية والصحة الإنجابية للمراهقين في المدارس الحكومية، وتقديم فحص طبي لجميع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين سن 10 و18 سنة خلال فترة المشروع التجريبي.
وأعربت العبد الله عن شكرها وتقديرها لوزارة التعليم والتعليم العالي وجميع العاملين فيها على دعمهم المتواصل وتعاونهم مع المؤسسة، وذلك لاستكمال مسيرتها نحو تطبيق الاستراتيجيات والرؤى والتطلعات المنشودة من أجل رفاهية شعب دولة قطر.
وأشاد السيد خليفة سعد الدرهم مدير إدارة شؤون المدارس بوزارة التعليم والتعليم العالي بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، من خلال مذكرة التفاهم التي تم توقيعها، والتي تنص على تعزيز الشراكة بين الطرفين من خلال تنفيذ برامج تدريب متكاملة للاختصاصيين النفسيين والممرضين في المدارس في مجال صحة المراهقين، وكيفية التعامل معهم وتقديم الخدمات الصحية لطلبة المدارس الحكومية.
وأكد الدرهم أهمية الشراكة بين قطاع التعليم والصحة في دولة قطر لاستكمال مسيرة البناء وفق رؤية قطر 2030، من خلال الاستثمار في التنمية البشرية وتحقيق المزيد من التطور في مجالات التعليم والرعاية الصحية والقوة العاملة.
لمرضى النوع الثاني
مبادرة مبتكرة لضبط
مستويات «السكري»
حققت مبادرة «المواعيد الطبية المشتركة» لمرضى السكري من النوع الثاني، نجاحاً ملحوظاً في تحسين النتائج الصحية لهؤلاء المرضى، من خلال مساعدتهم على ضبط مستويات السكر في الدم على نحو أفضل، وتزويدهم بالمعلومات الدقيقة، والأدوات الملائمة، والدعم الذي يحتاجون إليه للتعايش مع «السكري».
وتعد مبادرة «المواعيد الطبية المشتركة»، نهجاً مبتكراً تطبّقه عيادة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية، حيث يلتقي مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتلقون العلاج في عيادة الطب الباطني مع بعضهم البعض مرة في الشهر، ضمن دورة تمتد لمدة 6 أشهر، بمشاركة أحد أعضاء فريق رعاية مرضى السكري، لمناقشة الرعاية المتوفرة للمرضى، والتعرّف على ما يتركه المرض من آثار على صحة المريض بشكل عام. وقال الدكتور نصير مسعودي، قائد الفريق الطبي المشرف على البرنامج، واستشاري أول الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية: «طرحنا هذه المبادرة عام 2016، وكان الهدف منها تقديم نهج فريد لتوفير الرعاية للمرضى «السكري» من النوع الثاني.
وأضاف: تم تشكيل مجموعات من 10 إلى 12 مريضاً تجتمع مرة في الشهر لبحث المواضيع المتصلة بحالتهم، بما فيها النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والأدوية وكيفية إدارتها، والنصائح الصحية حول سبل أداء فريضة الصيام خلال شهر رمضان بطريقة آمنة، وغيرها من المسائل التي تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لهم ولنا. ويتولى تيسير هذه المناقشات التفاعلية والإشراف عليها الأطباء والمثقفون الصحيون وأخصائيو التغذية، وهي عادة ما تستمر ما بين ساعة أو ساعتين».
وحققت هذه المجموعات نتائج إيجابية للغاية، حيث أكمل البرنامج أكثر من 35 مريضاً، كما سجّل عدد منهم تراجعاً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم، وتحسناً في صحتهم عموماً.
من جهتها، شددت الدكتورة عائشة الكبيسي -استشاري الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية- على أهمية مجموعات الدعم التي ترسّخ مفهوم العناية الذاتية، وتوفّر مصدر دعم اجتماعي مهم للمرضى، مشيرة إلى أن الأشخاص غالباً ما يكونون أكثر استعداداً وتمكّناً من السيطرة على الحالات المزمنة التي يعانون منها لدى التواصل بشكل مستمر مع أقران يستطيعون تزويدهم بالدعم المعنوي والنصائح العملية.
وأضافت: نقوم في بداية كل دورة بقياس معدل السكر بالدم لدى كل مشارك، وبعد مرور 3 أشهر وفي نهاية الدورة، حتى نتمكن من مقارنة مستويات السكري في كل من هذه المراحل الثلاث بحثاً عن أي تغييرات بارزة، لافتة إلى أنه غالباً ما يَحدث انخفاض بمعدلات السكر في الدم مع تقدم الدورة، ما يعكس الوقع الإيجابي لهذه المبادرة».
د. موزة آل إسحق:
مستمرون في برامجنا لتقديم أفضل رعاية صحية
قالت الدكتورة موزة آل إسحق -المدير التنفيذي للتحويل الإكلينيكي وإدارة الجودة وسلامة المرضى في مؤسسة حمد الطبية- إن الحصار المفروض على قطر، والذي تجاوز 300 يوم، لم يؤثر على جودة الرعاية الطبية التي تقدمها المؤسسة، مشيرة إلى أنه يتم تقديم كل أشكال الرعاية للمرضى على أكمل وجه، ولم يشعر أحد بأي تغير أو قصور في أداء الرعاية بالجودة المعتادة.
وأضافت: «نحن مستمرون في تنفيذ كل برامجنا التدريبية في جميع المجالات، لتقديمهم أفضل رعاية صحية للمرضى، وفقا للمعايير العالمية المعتمدة لدينا، وجميع برامجنا ومشاريعنا تسير وفق الخطط المعدة مسبقاً، بل إن الحصار كان دافعاً لنا إلى مزيد من العمل والعطاء؛ بما يخدم القطاع الصحي في البلاد، الذي أحرز مركزاً متقدماً في المؤشرات العالمية».
ونوهت الدكتورة آل إسحق أن إدارة الجودة في المؤسسة تضم خمسة أقسام، وهي: تحسين الجودة، وإدارة المخاطر، وسلامة المرضى، والتعليم والتدريب، والبحوث العلمية لتطوير الجودة، مشيرة إلى أنه بعد انتهاء منتدى الشرق الأوسط السادس مؤخراً، تم التركيز على برامج ثقافة سلامة المرضى، حيث تنصبّ جهود المؤسسة على تحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى بكل أشكالها، حيث تختص إدارة الجودة بالتدريب والتعليم، من خلال تنظيم دورات تدريبية بصورة منتظمة للعاملين في المؤسسة للنهوض في مجال سلامة ورعاية المرضى، وأثناء التدريب يتم الطلب من المشاركين التركيز على مشاريع الجودة، ثم يتم دراستها للتأكد من مطابقتها للمعايير المعتمدة في المؤسسة في هذا الجانب، وبالتالي دراسة كل أنواع الرعاية الصحية، والتأكد من جودتها قبل تقديمها للمرضى.
وأضافت الدكتورة آل إسحق قائلة: «عقب المنتدى، تم التركيز على أهمية تطبيق معايير ثقافة سلامة المرضى، حيث بدأنا بالتعاون مع معهد الاعتماد الدولي تدريبات كنا قد بدأناها فعلياً العام الماضي، وهذه التدريبات تركز على أهمية تدريب المشاركين على تطبيق معايير سلامة وجودة الرعاية المقدمة للمرضى، والتقليل من المخاطر، بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بتطوير جودة الرعاية، حيث نقوم بإعداد استبيانات عن مدى رضى المرضى والموظفين بين حين وآخر، وشارك في آخر استبيان نحو 4000 مشارك، وتجاوزت نسبة الرضى 90 % تقريباً.
ورداً على سؤال حول تطبيق المعايير في مجال الحد من انتشار العدوى في المستشفيات، قالت الدكتورة آل إسحق: «نحن نمتلك في مؤسسة حمد كل الإمكانيات والسبل التي تحول دون انتشار أي عدوى، ولدينا قسم لمكافحة العدوى، ويقدم دوراً كبيراً لمنع انتقال العدوى، ونحن نقدم كل ما بوسعنا في المؤسسة وفقاً لأفضل المعايير العالمية في هذا المجال».
وحول أبرز الدراسات التي يقوم بها قسم إدارة الجودة في المؤسسة، قالت الدكتورة آل إسحق: «نركز في مؤسسة حمد على عملية سير المريض منذ دخوله للمستشفى ولغاية الخروج، كما نسعى -على سبيل المثال- إلى تقليل وقت انتظار المريض أثناء وجوده في المستشفى، ونقوم بإعداد دراسات حول العدوى، والتقرح السريري، وتقليل المخاطر للعاملين، وتحسين الجودة في متعة العمل، وتحفيز العمل، وغيرها من الدراسات التي من شأنها أن تساهم في تطوير جودة الرعاية المقدمة للمرضى».
وقالت الدكتورة آل إسحق إن المركز المتقدم الذي حققته دولة قطر في الخدمات الصحية، وتبوئها المركز الأولى على مستوى المنطقة، والثالث عشر عالمياً، دليل وإقرار عالمي بمدى التطور الذي تحققه المنظومة الصحية في قطر، ونحن نسعى إلى تحقيق تقدم في المؤشرات الصحية العالمية في السنوات المقبلة، لأن قطر تستحق الأفضل، ونحن نقدم الأفضل دائماً، وفي تطور مستمر.