كشف المهندس حسن نصار مدير أكاديمية دلة للسواقة عن تطوير أجهزة محاكاة (سيموليتر)، بالشراكة مع شركة الحلول الهندسية، لتمكين ذوي الإعاقة من التدرب على الأجهزة في بيئة آمنة والتي سيتم تصنيعها محلياً بصناعة قطرية 100%، لافتاً إلى تزويد الشركة بكل الحالات التي ممكن أن يتعرض لها ذوو الإعاقة أثناء القيادة، بالإضافة إلى تجهيز السيموليتر ليتماشى مع مختلف الإعاقات في كل من الجزء العلوي والسفلي، مع إتاحة القدرة على فك وتركيب التجهيزات المختلفة والتطويل والتقصير لتتماشى مع كل حالة على حدة، منوهاً بأن السيموليتر يقوم بطباعة تقرير متكامل عن حالة المتدرب صحياً ومدى قوة الإبصار، وقوة رد الفعل وإمكانية أن يتأهل للوصول إلى العمل في الشارع.
وأضاف: إن جهاز السيموليتر يستطيع اكتشاف حالات اضطراب طيف التوحد والتي تعد من أخطر الحالات التي تواجه السائقين حديثي القيادة، وتعرضهم لحوادث مرورية خطيرة، لاسيما مع وجود اضطراب طيف التوحد لدى السائق، ويقوم السيموليتر برصد تحركات وطريقة قيادة المتدرب وما يعرضه لإلهاء على الطريق من ألوان بارزة أو إشارات بارزة مما يعرضه لفقد التركيز على الطريق ويؤدي إلى الحوادث، لافتاً إلى توقيع شراكة مع جامعة قطر لبحث أهم حالات اضطراب طيف التوحد وكيفية إعداده للتعامل مع مختلف الحالات خلال القيادة، لتقليل نسب التشتت وكيفية التعامل معها، مع إعداد المدربين لكيفية التعامل مع مصابي اضطراب طيف التوحد.
وأشاد نصار بدور جهات الدولة المختلفة في تمكين ذوي الإعاقة وتوفير دعم مادي ومعنوي لإتاحة الفرصة لهم للقيادة واعتماد دمجهم في المجتمع والحصول على رخصة قيادة للتنقل بشكل منفصل دون الحاجة للاعتماد على أحد من خلال التدريب على قيادة المركبة حيث تم تجهيز أسطول سيارات متخصص ومجهز بتجهيزات حديثة لتعليم ذوي الإعاقة، مؤكداً أن السيارات معدة خصيصاً لتتوافق مع احتياجات مختلف الإعاقات.
تأهيل المدربين من الجنسين للتعامل مع الإعاقات المختلفة
أكد المهندس حسن نصار أن المدربين من الجنسين يتم تدريبهم على التعامل مع الإعاقات المختلفة من خلال دورات خاصة تمكنهم من التعامل مع الإعاقات المختلفة وتتيح لهم مهارات مكتسبة في التعامل مع كل إعاقة بشكل منفصل.
وأكد أن الفرد من ذوي الإعاقة يمر بعدد من المراحل للحصول على رخصة القيادة بداية بالتدريب النظري والذي يحتوي على تدريب الواقع الافتراضي ومن ثم يتم التدريب على أجهزة السيموليتر وحصوله على رخصة قيادة، تقوم الأكاديمية بتجهيز السيارة الخاصة بالفرد لتتماشى مع نوع الإعاقة بالأجهزة والوسائل التي تتيح له القدرة على القيادة بشكل مبسط، دون تحصيل أي مبالغ مالية ربحية، ويتم تحصيل تكلفة القطع المركبة فقط.
ولفت إلى توفير الأكاديمية لميدان تدريب متكامل داخل أسوار الأكاديمية يتيح للمتدربين تجربة قيادة طبيعية لما يحتويه من عناصر العملية المرورية من تقاطعات مختلفة ودوارات وجسور وأنفاق وإشارات ضوئية ولوحات مرورية، وكل ما يحتاجه المتدرب من طبيعة قيادة.
ونوه إلى استخدام الواقع الافتراضي لتعليم المتدربين من خلال الدخول في عالم افتراضي ليستطيع من خلاله القيادة في ظروف الطقس المختلفة من ضباب أو نزول الأمطار أو انتشار للغبار أو خلال ساعات النهار والليل لتمكين المتدرب التعامل مع كافة ظروف القيادة المحتملة، ليكون جاهزاً للقيادة بعد حصوله على الرخصة خلال التغيرات المناخية المختلفة.
د. وائل ياسين: تدريب مصابي اضطراب طيف التوحد على القيادة
أوضح د. وائل الحاج ياسين إستاذ مساعد في مركز قطر للنقل والسلامة المرورية بكلية الهندسة جامعة قطر، وجود شراكة بين المركز وأكاديمية دلة ومدرسة كروة للتدريب على القيادة للعمل على تقديم مقترح مشروع بحثي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي يعنى بمصابي اضطراب طيف التوحد من الدرجتين المتوسطة والبسيطة القادرين على الحركة الذاتية، لكنْ لديهم تأثر بقدراتهم التفكيرية والتفاعلية، للوقوف على طرق تدريبهم وأسباب التشتيت المختلفة أثناء القيادة وكيفية تفاديها.
وأضاف: تم الاستعانة بالعديد من الدراسات والأبحاث من أمريكا وأوروبا التي توضح حالات التشتيت المختلفة التي تواجه مصابي اضطراب طيف التوحد أثناء القيادة، وكيفية تدريبهم على تلاشيها، بالإضافة إلى كيفية التحكم بالمتغيرات التي تحدث على الطرق، لافتاً إلى أن مخرجات المشروع ستتضمن كيفية تدريب مدربي السياقة على كيفية التعامل مع حالات طيف التوحد المختلفة. ونوه إلى أن مقترح المشروع يتضمن دراسة عينة من حالات اضطراب طيف التوحد داخل قطر للبت في أبرز حالات التشتيت أو التأثير أثناء القيادة، وإعداد طرق لكيفية تلاشيها مؤكداً أن المركز يعمل على إعداد المشروع البحثي للعمل به بعد الموافقة عليه من الصندوق خلال الفترة القادمة.
طالب عفيفه: 4 خطوات لحصول ذوي الإعاقة على رخصة القيادة
أكد طالب عفيفه عضو مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تقديم الجمعية الدعم المادي لذوي الإعاقة المتقدمين للحصول على رخصة تعليم القيادة بعد دراستها والنظر في احتياجات المتقدم، بالإضافة إلى إمكانية تجهيز السيارة بكافة التجهيزات المناسبة لكل إعاقة لتعويضه عن إعاقته ودمجه في المجتمع. وحول كيفية حصول ذوي الإعاقة على رخصة القيادة: قال هناك أربع خطوات أولها تقديم الطلب إلى الجمعية بعد عرضه على اللجنة لدراسة إعاقته والوقوف على استطاعته لتحمل أعباء القيادة والقدرة على السواقة دون مشقة بما يتناسب مع إعاقته، ومن ثم إصدار كتاب من اللجنة مرفق فيه كل ما يتعلق بالحالة الصحية للفرد المتقدم إلى اللجنة المتخصصة بإدارة المرور للبت في الأوراق والسماح له بإمكانية الحصول على رخصة القيادة.
وأضاف: بعد المرور بتلك الخطوات، يأتي دور التدريب الخاص بالقيادة من خلال المدارس المتخصصة المجهزة لتعليم ذوي الإعاقات المختلفة، وبعد النجاح في الاختبارات النظرية والعملية، يتمكن المتقدم من الحصول على الرخصة والقيادة دون أي عوائق بعد تجهيز سيارته الخاصة بالأجهزة الحديثة التي تتماشى مع إعاقته.
