شهدت العاصمة القطرية صباح السبت حفل تدشين الإستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022، بحضور رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني ووزيرة الصحة العامة حنان الكواري.
وتهدف الإستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية إلى تحقيق أهداف أهمها توفير نظام متكامل لتقديم الخدمات الطبية ذات جودة عالية، وتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، ودمج الصحة في جميع السياسات، ونظام فعال للقيادة والحوكمة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع افتتاح منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية، الذي يحضره 2500 متخصص وخبير صحي من 75 دولة، يبحثون على مدى أيام المؤتمر الثلاثة العديد من المحاور ذات الصلة، ويقدمون محاضرات وورش عمل للرفع من مستوى الكادر الطبي في المستشفيات القطرية.
مستوى رفيع
وفي كلمتها بافتتاح المؤتمر، قالت وزيرة الصحة العامة الدكتورة حنان الكواري إن تدشين الإستراتيجية الوطنية الصحية 2018-2022 يؤكد المستوى الصحي الرفيع الذي وصلت إليه قطر في مجال تطوير منظومتها الصحية.
وأشارت إلى أن افتتاح مؤسسة حمد الطبية ثلاثة مستشفيات جديدة في مدينة حمد الطبية تستقبل أكثر من 40 ألف مراجع شهريا، واستقبال مستشفى السدرة للمرضى يجعل المتابع يتفهم تصنيف قطر في المرتبة 13 عالميا من حيث جودة خدمات الرعاية الصحية.
واستعرضت الوزيرة أبرز الإنجازات التي حققتها الوزارة في الإستراتيجية الوطنية الأولى للصحة، مشيرة إلى أن السنوات الست الماضية حققت فيها قطر تقدما هائلا في مجال تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
وبيّنت أن القطاع الصحي حدد 19 مؤشر أداء رئيسيا يساعد في التركيز وقياس التقدم الذي تحرزه قطر على المستوى المحلي ومقارنته بالمستويات العالمية.
وكمثال على ذلك، تعمل وزارة الصحة على تحسين فعالية خدمات الطوارئ من خلال التحقق من معاينة 85% من القادمين إلى قسم الطوارئ ومعالجتهم وخروجهم في غضون أربع ساعات.
كما يتم العمل على تحسين إدارة الأمراض المزمنة، مثل السكري، من خلال خفض حالات دخول المستشفى بنسبة 15% عن طريق تحسين الخدمات المتخصصة على مستوى الرعاية الصحية الأولية.
وأشارت الوزيرة إلى أنه يتم تعزيز الجهود لدعم تحسين اتباع أنماط الحياة الصحية في المجتمع وخفض معدلات السلوكيات غير الصحية مثل التدخين، الذي تتطلع الوزارة لخفضه بنسبة 30% خلال الخمس سنوات المقبلة.
تراكم الخبرات
وفي تصريح للجزيرة نت، قال مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة الدكتور الشيخ محمد بن حمد آل ثاني إن القطاع الصحي في قطر راكم خبرات كبيرة في المجال الطبي مكنته من تجاوز عقبات صحية كثيرة.
ونبه إلى أن الإستراتيجية الجديدة تقوم على مبدأ الوقاية خير من العلاج، وتوعية المجتمع بأهمية الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، والابتعاد عن أسباب المرض، بالإضافة إلى الفحص الدوري لاكتشاف الأمراض مبكرا والقضاء عليها.
ولدى إجابته عن سؤال للجزيرة نت حول خطورة مرض السل الذي حذّرت الأمم المتحدة قبل يومين من مخاطره وقتله الملايين سنويا، أوضح محمد بن حمد آل ثاني أن قطر بفضل تقدمها الطبي استطاعت تحجيم هذا المرض، حيث توجد منه حالات محدودة ومعزولة يتلقى أصحابها العلاج.
وحذّر من أن مشكلة السل هي أن السلالة الجديدة منه استعصت على المضادات الحيوية التقليدية، مشيرا إلى أن دولة قطر تتعاون مع دول العالم لصناعة مضادات حيوية أكثر قوة وقدرة على القضاء على هذا المرض.
بدوره، قال الدكتور صالح علي المري مساعد وزيرة الصحة العامة إن الإستراتيجية الجديدة ستحل مشكلة طول انتظار المراجعين للعيادات التخصصية، والتي طالما أرقت الخدمات الصحية من خلال رفع وتيرة افتتاح المراكز الصحية الجديدة، حيث افتتحت قطر ثلاثة مراكز في نهاية 2017 خففت كثيرا من طول الانتظار.
وأكد المري العمل على ترسيخ مفهوم علاج اليوم الواحد من خلال نشر العيادات التخصصية في المراكز الطبية.
وأوضح أن الإستراتيجية الوطنية للصحة ستبلغ ذروة نجاحها مع افتتاح ثلاثة مستشفيات جديدة أواخر العام الحالي، ومستشفيين أواخر 2019، ليكون مجموع المستشفيات التي افتتحت في السنوات الثلاث (2017-2018-2019) ثمانية مستشفيات.
وعلى هامش المؤتمر أقيم معرض طبي شاركت فيه جهات عديدة، وقدمت فيه دورات في الإسعافات الأولية وورش تدريب للكادر الطبي العامل في المستشفيات القطرية، للرفع من مستواهم، وشهد المعرض إقبالا كبيرا من الزوار والمشاركين في المؤتمر.