تخطي التنقل

قطر قدمت للعالم نموذجاً مشرّفاً للإعلام العربي

قطر قدمت للعالم نموذجاً مشرّفاً للإعلام العربي

أكد عمر فياض الإعلامي بشبكة الجزيرة الإعلامية، أن الإعلام القطري بأنواعه كافة أعطى مثالاً رائعاً في تغطيته أحداث الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن «الجزيرة» اعتمدت على المهنية والتقارير المرفقة بحقائق ومستندات، وابتعدت عن الفبركات، والأكاذيب، والإساءة للحكام، والمسؤولين. وقال فياض في حوار خاص لـ«العرب» إن شبكة الجزيرة قدمت نموذجاً مشرفاً للإعلام العربي على مستوى العالم في التعامل مع الأزمات السياسية، فضلاً على أن «الجزيرة» فتحت المجال لجميع الجهات والأطراف من داخل قطر وخارجها لتوضيح وجهات نظرهم، مما جعلها في ريادة القنوات العالمية، وحققت أعلى نسب المشاهدة.
وأكد أن حرية التعبير في مصر غير موجودة، لافتاً إلى أن السلطات المصرية قامت بإغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية وعلى رأسها مكاتب شبكة الجزيرة بالقاهرة، فضلاً عن اعتقال عشرات الصحافيين، مما يشكل تهديداً لحرية الرأي والتعبير في مصر. وإلى نص الحوار:

كيف كانت بدايتك مع قناة الجزيرة؟
¶ بدايتي مع قناة الجزيرة عام 2013 بالجزيرة مباشر مصر، وبدأت العمل كصحافي في كتابة التقارير والأخبار، ومن ثم قدمت نفسي كمذيع بناء على رغبة الإدارة، وذلك لرغبة القناة في وجوه شابة من المذيعين ممن لديهم الخبرة السابقة في العمل التلفزيوني، وتنوع العمل بين برامج «التواصل الاجتماعي» والنشرات الإخبارية.

أي البرامج كنت تفضل تقديمها؟
¶ تقديم النشرة الإخبارية هو أقرب البرامج إلى قلبي، كونه أول عمل إعلامي مارسته، ولكن تبقى فكرة تقديم برنامج خاص هو طموح الغالبية الكبرى من الإعلاميين، لاختصاصه في شيء معين، فضلاً على أن الحركة على الشاشة تكون أكبر، بالإضافة إلى السهولة في إعداد البرنامج والضيوف قبلها بفترة كبيرة، وبرنامج «هاشتاج» الذي أقوم بتقديمه في الفترة الحالية مميز وله محتوى عربي واسع.

ما رأيك في الإعلام المصري؟
¶ الإعلام المصري له وضع مختلف منذ الانقلاب العسكري في عام 2013، إذ أصبح الإعلام بكافة مؤسساته الحكومية والخاصة موجهاً لخدمة النظام العسكري الحاكم، فضلاً عن إغلاق المؤسسات الإعلامية غير الموالية للنظام، وهو ما تم بإغلاق مكاتب الجزيرة في مصر وحبس صحافييها، مما يؤكد على أن حرية التعبير في مصر غير موجودة، وجميع مشاهير الإعلام المصري تمت السيطرة عليهم، وبعضهم خرج من الدائرة نظراً لاتباعهم نظام الانتقاد البناء.

هل حقق الإعلام القطري بجميع وسائله التوازن في تغطية الأزمة الخليجية؟
¶ نعم، الإعلام القطري أعطى مثالاً رائعاً في تغطيته لأحداث الأزمة الخليجية منذ أن بدأت، وتعامل مع الأحداث برقي ومهنية، وقدم عدداً من التقارير الرائعة والمرفقة بحقائق ومستندات، وابتعد عن الفبركات والإساءة للرموز، وساهم في توعية المشاهدين، وقدم نموذجاً للإعلام العربي المشرف على مستوى العالم في التعامل مع الأزمات السياسية بين الدول، كما أن المواطنين والمقيمين أثبتوا حسن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الوعي الثقافي لديهم وعدم التجاوز.

ما طموحاتك الإعلامية في المستقبل؟
¶ على المستوى العام، فإنني أطمح في تعدد المنصات الإعلامية العربية المشرفة للتنافس فيما بينها، وألا تكون الجزيرة فقط هي القناة الوحيدة عربياً، وأن تحتذي بها كافة المؤسسات الإعلامية لخلق مناخ إعلامي مشرف، أما على المستوى الشخصي، فإنني أسعى للوصول إلى أعلى المناصب القيادية في الإعلام، وهناك أمثلة في الجزيرة نقتدي بها مثل الأستاذ محمد كريشان، ومحمود مراد، وزين العابدين، وخديجة بن قنة، وعدد كبير من مؤسسي القناة، ممن ساهموا في ريادة القناة وتدريب المذيعين الجدد.

كيف تصف تجربتك في قناة الجزيرة؟
¶ التجربة فريدة من نوعها، وجميع من عمل في الجزيرة سواء لديه خبرة كبيرة أو صغيرة تعلم منها الكثير، وبواقع خبرتي في الإخراج التلفزيوني، فإن الجزيرة تتميز بثقل للمهنية، وتعطي دفعة للأمام، وخبرة كبيرة من خلال المذيعين القدامى، ومعهد الجزيرة للتدريب يساهم في زيادة خبرات الصحافيين والمذيعين، كما أن الانتقال من الجزيرة مباشر مصر إلى مباشر يعطي دفعات وإضافات جديدة، فضلاً عن التنقل من مجال التحرير الصحافي إلى التقديم التلفزيوني.

كيف واجهت الجزيرة الحملات المفبركة لإعلام دول الحصار؟
¶ المهنية والمصداقية هما أكبر أداة استخدمتهما الجزيرة في مواجه طوفان من الترهات والأكاذيب من إعلام دول الحصار، كما اعتمدت الجزيرة في إعداد البرامج والتقارير على توثيق كافة الأخبار ومراجعتها، ومن جانب خبرتي في إعداد البرامج، أؤكد على أن المواد الخبرية التي تقدم يتم مراجعتها من زملاء متخصصين بشكل دوري.

إلى أي مدى خرج إعلام دول الحصار عن المهنية؟
¶ إعلام دول الحصار خرج عن المألوف والمعتاد، وقدم فبركات وأكاذيب، وبث أخباراً كاذبة وبنى عليها تقارير ومحتويات لا تمت للواقع بصلة، كما أنه رفض سماع الرأي الآخر، فبالرغم من تصحيح الأخبار من الجانب القطري، إلا أن إعلام دول الحصار رفض نشرها، وهو ما يتنافى مع حق الرد في الإعلام.

لماذا يتهم البعض «الجزيرة» بعدم الحيادية؟
¶ كما سبق وتحدثنا، فالجزيرة فتحت المجال لكافة الجهات والأطراف من داخل قطر وخارجها لتوضيح وجهة نظرهم، كما كانت تتيح مساحة لحق الرد، وتسلط الضوء على الحقائق من مصادرها، أضف إلى ذلك فإن الجانب الآخر رفض المشاركة في العديد من البرامج الحوارية التي كانت تقدمها الجزيرة. وعلى سبيل المثال فقد قدمت الجزيرة ملف قيادة المرأة السعودية، وطرح وجهة النظر المؤيدة والمعارضة للقرار، ولكننا لم نجد مسؤولاً سعودياً يقوم بمشاركة الجزيرة في برامجها، كما أن جميع الملفات المصرية لم نجد مسؤولاً مصرياً يرد على بعض الاتهامات التي يعرضها المواطنون أو المعارضون.