أكد سعادة اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي، رئيس هيئة الخدمة الوطنية، أن مساعي الهيئة لا تتوقف في سبيل تطوير المنظومة الدفاعية لدى دولة قطر وسد النقص في الكوادر المدربة بالقوات المسلحة، مشيراً إلى أن الهيئة تنظم سنوياً أكثر من 21 دورة تدريبية لتطوير المهارات العسكرية للضباط وضباط الصف، بالإضافة إلى 16 ورشة تدريبية أخرى في اللياقة البدنية.
وقال اللواء النعيمي إنه سيتم افتتاح دورات تدريبية قريباً للفريق التدريبي حول المهارات العسكرية واللياقة البدنية، متوقعاً أن تتخرج الدورة التاسعة بمعسكر الخدمة الوطنية في 22 فبراير المقبل.
وكشف سعادته عن أن هناك 20 ألف خريج من الدورات الثماني الماضية، قائلاً: «نطمح إلى أن يصلوا لـ 35 ألفاً بنهاية العام الحالي 2018».
وأشار إلى أنه، بعد الحصار الجائر، وجدنا استعداداً لا مثيل له للتضحية من مجندي الخدمة الوطنية، ومن نستدعيه يحضر على وجه السرعة مع والده وعائلته ويقولون: نحن تحت أمر القوات المسلحة.
وقال اللواء النعيمي إن أولياء أمور طلبوا التطوع في الخدمة الوطنية ضد إجراءات الحصار، واعتذرنا لهم لكبر السن، مشيراً إلى أن أولياء الأمور قالوا: «خذونا مع أبنائنا.. نريد أن نخدم وندافع معهم عن وطننا الغالي».
وأكد أن الجســر الأكـاديمي الذي تنظمه هيئة الخدمة الوطنية بالتعاون مع مؤسسة قطر، ساهم بشكل كبير في تطوير قدرات الضباط الأكاديميين، ووفر الكثير من الجهد والوقت اللذين كانا يستنزفان في سفرهم إلى الخارج للالتحاق بهذه الدورات التدريبية خلال السنوات الماضية.
كما كشف اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي، عن خطة الهيئة لتطوير قدرات منسوبيها خلال السنوات المقبلة، وتأثير قضية الحصار على عمليات الالتحــاق بالخدمـــة الوطنيـة.
وإلى نص الحوار :
سعادة اللواء، في البداية نرحب بكم على صفحات مجلة الطلائع ونود التعرف بشكل كامل على دورات الخدمة الوطنية..
أهلاً وسهلاً بكم، أما عن دورات الخدمة الوطنية لدينا فهي تنقسم إلى قسمين، دورة للجامعيين ومدتها 3 شهور، ودورة للحاصلين على شهادة الثانوية العامة ومدتها 4 شهور، وفي كل سنة تكون لدينا دورتان، وهناك مخطط لتصبح 3 دورات سنوياً بدلاً من دورتين فقط، هذا بالإضافة إلى أن هناك دورات تدريبية للفريق التدريبي للضباط وضباط الصف، وهذه فيها شقان متوازيان، شق خاص بالمهارات العسكرية وشــق للياقــة البدنية، ومستقبلاً سنفتتح، بإذن الله وبتوجيهات سعادة الوزير، هذه الدورات للقوات المسلحة.
كم عدد الدورات التدريبية التي تقدمونها على مدار العام؟
يبلغ عدد الدورات التدريبية لدينا 21 دورة لتدريب المهارات العسكرية للضباط وضباط الصف، ولدينا أيضاً 16 ورشة تدريبية في اللياقة البدنية للضباط وضباط الصف أيضاً، هذا بالإضافة إلى الورش التدريبية التي تقام حسب الحاجة لها كل عام.
كما أضيفت مؤخراً دورة جديدة، هي الدورة الخاصة بالمرشحين الضباط الأكاديميين، فقديمــاً كــان الضباط المرشحون الأكاديميون يسجلون في الخدمة ثم يذهبون للخارج لاكتساب هذه الدورات، وكان البعض منهم لا يحصل في الدورات الخارجية التحصيل العلمي المطلوب بسبب اللغة أو غيرها من الأسباب، لذلك صممنا هذا البرنامج الذي تصل مدته لسنة دراسية يكتسب فيه الضباط الأكاديميون ما كانوا يكتسبونه في الخارج، حيث يدرسون خلال هذا البرنامج بعض الدورات الأكاديمية المكثفة، مثل الإنجليزي والفيزياء والرياضة وغيرها من المواد العلمية، وهذا البرنامج يقام بالتعاون مع مؤسسة قطر، ويسمى الجسر الأكاديمي، وهو يعد دورة خاصة للضباط الأكاديميين، منفصلة تماماً عن التدريب العسكري.
حدثنا عن الهدف من كل هذه الدورات.
الهدف بالطبع هو تطوير المنظومة الدفاعية لدى دولة قطر، وسد النقص في الكوادر القطرية بالقوات المسلحة، والحمد لله فقد ساهم الجسر الأكاديمي، وكل الدورات التدريبية التي نقيمها، في الرفع من كفاءة الضباط الأكاديميين بشكل كبير، ووفر الكثير من الجهد والوقت الذي كان يستنزف في سفرهم للخارج خلال السنوات الماضية.
هل هناك اختلاف في التدريبات ومدة الخدمة بين الطلاب الأكاديميين وطلاب الثانوية؟
بالطبع هناك اختلاف، وهذا الاختلاف ناتج من الاختلاف في المستوى التعليمي، باعتبار أن التحصيل الأكاديمي للجامعيين أعلى من حملة الثانوية، فلذلك يتم تدريب وتأهيل كل منهم حسب مستواه العلمي والأكاديمي، فالتدريب الخاص بالجامعيين أعلى من تدريب شباب الثانوية، ولا بد من دورات معينة تناسب كلاً منهم وتناسب مستواه العلمي والأكاديمي، فعلى سبيل المثال تدريب مهندس الاتصالات على الأجهزة اللاسلكية يكون احترافي بشكل أكبر من تدريب آخرين على نفس الأجهزة، ونفس الشيء ينطبق على التدريب الميداني.
كم عدد الدورات التي خرجتها هيئة الخدمة الوطنية؟ وكم عدد منتسبيها؟
حتى الآن تخرجت لدينا 8 دورات، والدورة التاسعة مستمرة في الوقت الحالي، ونتوقع تخريجها في 22 فبراير المقبل بإذن الله. أما عدد المنتسبين أو المتخرجين في هذه الدورات حتى الآن فهو أكثر من 20 ألفاً، خلال الدورات الثمانية الماضية، ونطمح إلى أن يصل هذا العدد إلى 35 ألفاً في نهاية العام الجاري 2018.
صف لنا كيف يبدأ المجندون يومهم الأول في المعسكرات؟
في الحقيقة أنا شخصياً تفاجأت بمدى الشعور الوطني لدى إخواننا المجندين، خاصة بعد قضية الحصار الذي فرضه جيراننا الخليجيون على دولة قطر، فالشباب القطري لديهم حب جارف لوطنهم، وظهر ذلك في الكثير من المواقف المهمة، ومنها موقف التجنيد الذي نحن بصدده، فالناس شعروا بالظلم، وعادةً الإنسان المظلوم يحب أن يكسر الظلم الواقع عليه ويحب الانتصار لنفسه، ونحن لاحظنا في الدفعة التاسعة كماً كبيراً من الشجاعة والإقبال والسعادة وحب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله، وأذكر أنه جاءني دكتور في جامعة قطر بعد بدء الحصار مباشرة وقال لي أنا خريج إحدى الجامعات الدولية وأحمل دكتوراه في نظم المعلومات، واليوم في الصباح وضعت بلادي في كفي اليمنى وشهادة الدكتوراه في كفي اليسرى، وعندما حاولت أن أطابقهم لم يتطابقوا، فقلت لا بد من دخولي الخدمة الوطنية للدفاع عن وطني، أريد أن أكمل وأجمل شهادة الدكتوراه التي أحملها بشهادة الخدمة الوطنية، فليس هناك أشرف وأعز من هذه الخدمة التي نتمنى أن ننتمي إليها جميعاً، هذا الموقف من هذا المواطن القطري المحب لوطنه ومثله كثيرون، جعلنا نشعر بالفخر بهذا الشعب الوفي المحب لوطنه حتى النخاع، رغم أن هذا الشخص سنه لا تسمح له بالخدمة، وقلنا له إن سنك غير مناسب وهو ما أحزنه كثيراً، وهذا الموقف تكرر بعدة أشكال من العديد من الأشخاص، وهو ما جعلنا نفكر في برنامج مقترح للمتطوعين ولمن لا تنطبق عليهم شروط الخدمة الوطنية، حيث ندرس طرح برنامج خاص لهم يشتمل على الرماية وتعليم مهارات استخدام السلاح.
في الدورة السابعة اتخذتم من عبارة «يسيل دمي ويبقى وطني» شعاراً لكم.. حدثنا عن هذا الشعار وأهميته؟
في الحقيقة تم استحداث هذا الشعار مع ختام الدورة السادسة، وأصبح بعد ذلك هو الشعار الرسمي، والكل بالطبع يفخر به، سواء من منتسبي الخدمة الوطنية أو حتى الأطفال والشيبان الذين يرددونه في كل وقت، باعتبار أن الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان، وهو أغلى من روحه التي يقدمها فداءً لهذا الوطن، وهذا الشعار بات معبراً جداً عن الحالة التي نعيشها حالياً في هذا الوطن الغالي، فنحن مستعدون لبذل دمائنا وأرواحنا فداء لأرض الوطن وترابه الغالي.
كيف تقيم مشاركة طلاب الهيئة في مسير اليوم الوطني؟
سعدت كثيراً بمشاركة منسوبي الخدمـة الوطنيـة، وأيضـاً المرشحـين الأكاديميين في المسير الوطني، وما زاد من سعادتنا وفرحتنا ومدى ثقتنا في البرامج التدريبية التي تقدمها الهيئة، هو الحالة الرائعة التي كانوا عليها في مسير اليوم الوطني وأداؤهم المميز جداً، رغم أنهم لم يتدربوا على المسير إلا قبله بثلاثة أسابيع فقط، ورغم قصر فترة التدريب إلا أنهم أدوا أداءً رائعاً ومبهراً على جميع المستويات، وأنا شخصياً تواصل معي سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع وسعادة رئيس الأركان وأثنوا على المشاركة المميزة والعرض الرائع الذي قدمه أبناؤنا المرشحون الأكاديميون والمجندون في اليوم الوطني.
ما موقف المواطنين في حالة الاستدعاء للخدمة الوطنية؟
قبل الحصار كان موضوع الاستدعاء يقتصر فقط على من يطلب للاستدعاء، لكن فوجئنا بعد موضوع الحصار أن الذي يطلب للاستدعاء يحضر على وجه السرعة ويحضر معه والده أو أخوه أو قريبه، ويقول لنا أنا أيضاً مستعد للاستدعاء وتحت أمر القوات المسلحة، باختصار الكل يريد أن يدافع عن وطنه ويريد أن ينتصر لقضيته، فيقدم نفسه وروحه فداء لوطنه الغالي.
هل هناك عدد معين للاستدعاء سنوياً أو حسب ظروف الحاجة لهم؟
لا يوجد عدد معين في الاستدعاء، إنما سياسة الاستدعاء تتبع توجيهات وزارة الدفاع، فحسب التوجيهات الصادرة من الوزارة نوجه الاستدعاء، ونحن لدينا خطة جاهزة لموضوع الاستدعاء وتم اعتمادها، بحيث يمكن طلب الاستدعاء وتوظيفه في وقت قياسي لا يتعدى 24 ساعة، تلبية لنداء الوطن.
حدثنا عن ردود فعل أولياء الأمور على استدعاء أبنائهم للخدمة الوطنية؟
ردود فعل مفرحة ومبشرة للغاية، وهذا ما أسعدنا كثيراً، بل تعدت فرحتهم باستدعاء أبنائهم إلى رغبة أولياء الأمور أنفسهم في المشاركة بعملية الاستدعاء، هم يقولون لنا بكل حب: «خذونا مع أبنائنا، نريد أن نخدم وندافع معهم عن وطننا الغالي»، فقضية الحصار زادت جداً من عمق الـحس الوطني لدى جميـع أبناء الوطن، وزادت أيضاً من تلاحم الشعب واصطفافه خلف قيادته وخلف وطنه، لأن الجميع شعر بفضل الوطن عليهم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.
وكيف تتعاملون مع طلبات التأجيل والإعفاء المقدمة للهيئة من المجندين؟
طلبات التأجيل يتم التعامل معها وفق القانون رقم 5 لسنة 2014، الذي يتناول، بالتفصيل الدقيق، كل حالات التأجيل أو الإعفاء، ونحن نعمل في هذا الإطار حسب القانون ونصوصه التفصيلية، فقد تحدث لدينا إعفاءات أثناء التدريب، كأن يتعرض المجند لإصابة أو شيء من هذا القبيل، فإذا كان الإعفاء أو التأجيل لا يؤثر على مسيرته التدريبية يكون الإعفاء مقبولاً، لكن إذا كان الإعفاء طويل الأجل ويؤثر على موضوع التدريب، فهنا لا بد أن نثني عليه ونقول له جزاك الله خيراً، يمكن أن تلتحق في الدورة المقبلة عندما تتحسن ظروفك الصحية.
وماذا عن فئة المعفين من الخدمة؟
هذه أيضاً موجودة في القانون بالتفصيل، ولها أوجه عديدة مثل وحيد الأبوين أو عدم اللياقة الطبية، فكل الحالات لها تفصيلاتها في القانون.
ما خطتكم المستقبلية لتطوير الخدمة الوطنية؟
التطوير لدينا يسير على اتجاهين، تطوير في المدة الزمنية التدريبية، يوازيها تطوير للمهارات العسكرية المتخصصة والنوعية، فعلى سبيل المثال يكون لدينا أشخاص لديهم تخصص في مجال معين، كأن يتخصص أحدهم في الصنف البحري أو البري أو الجوي، فلابد أن يكون عمله متوازياً مع مجاله، والفكرة المقبلة لدينا، هي فكرة التخصص، بحيث يكون الشخص متخصصاً في نوع معين من الأجهزة، لتكون وظيفته سد النقص المباشر أو التعويض المباشر كما نطلق عليه في القوات المسلحة.
كلمة ختامية؟
نشكركم على جهودكم في مديرية التوجيه المعنوي ونتمنى لكم التوفيق في أداء رسالتكم المنوطة بكم.